
بمشاركة عدة جهات معنية بالقطاع الزراعي هي مديرية الزراعة وغرفة الزراعة ونقابة المهندسين الزراعيين والمؤسسة العامة لإكثار البذار وهيئة البحوث العلمية ومديرية التنمية الريفية واتحاد الفلاحين والمديرية العامة للحبوب ومحلج ديرالزور. أقامت جامعة الفرات ندوة بعنوان ( المحاصيل الاستراتيجية مشاكل وحلول ) بحضور أمين فرع ديرالزور لحزب البعث العربي الاشتراكي ورئيس جامعة الفرات ونواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات وخلال كلمته في افتتاح أعمال الندوة أكد الدكتور راغب العلي الحسين رئيس جامعة الفرات على سعي الجامعة على الحضور وإرساء دعائم أساسية بما يخص التركيز على الأبحاث العلمية التي تقدم لأن الزراعة باتت أحدى أهم دعائم التنمية المستدامة الشاملة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ومن هذا المنطلق تضمنت الخطة الاستراتيجية الوطنية للتنمية الزراعية ضمن أولوياتها تنمية المناطق الريفية وتحسين قدرتها على زيادة إنتاج الغذاء والمنتجات الزراعية لتحسين الأمن الغذائي ومن هنا يأتي السعي للحفاظ على التميز والنهوض بقطاع الزراعة من خلال ورشات العمل الميدانية والندوات العلمية والمؤتمرات البحثية، لذلك كانت هذه الندوة لأن المحاصيل الاستراتيجية تشكل العمود الفقري لأهم المحاصيل الزراعية في منطقة حوض الفرات لكونها تشكل الركيزة الأساسية في توفير الغذاء وتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي، وتسهم في تعزيز الاقتصاد السوري بتوفير كميات كبيرة من المحاصيل التجارية عالية القيمة الغذائية والصناعية والتقليل من كميات الاستيراد.

لمشاهدة الكلمة بالكامل اضغط على الرابط هنا
وعلى الرغم من هذه الأهمية الحيوية فقد تراجعت غلتها الحيوية بشكل كبير في السنوات الأخيرة نتيجة سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة على مقدرات هذا القطاع الحيوي المهم في ريف ديرالزور وهذه الندوة تقوم هذا الوضع من خلال عرض المشكلات التي تعاني منها المحاصيل الاستراتيجية، وطرح الحلول المناسبة للحد من آثار هذه المشكلات، ولتعيد المحاصيل أهميتها ومكانتها ودورها الفاعل في الاقتصاد السوري.

وتركزت الندوة حول عدة محاور تحدثت في المحور الأول الدكتورة شعلة الخاروف من كلية الزراعة في الرقة حول الأمراض على العائلة النجيلية ( الأصداء) أكدت من خلالها بأن المرض النباتي يعد انحرافا عن النمو الطبيعي للنبات بالدرجة التي تسمح بظهور أعراض مرئية تعيق الإنتاج الكمي والنوعي و لحدوث المرض فلابد من توافر الأركان الثلاثة وهى:
وجود عائل قابل للإصابة ووجود مسبب مرضى قادر على إحداث الإصابة وتوافر ظروف بيئية ملائمة لحدوث الإصابة. ويصاب القمح خلال موسم نموه الممتد من منتصف تشرين الثاني الى حزيران بالعديد من الآفات والأمراض ، كالفطور والجراثيم والفيروسات والحشرات والديدان الخيطية (نيماتودا). القوارض مؤدية إلى خفض إنتاجيتها ونوعية حبوبها تبعاً للمسبب المرضي وشدة الإصابة به منها: مرض عفن الجذور والتلطخ السبتوري على القمح والأصداء و التفحمات والبياض الدقيقي.
وقد تقدمت الدكتورة شعلة خاروف بمجموعة من النتائج والتوصيات :
-من خلال الجولات الحقلية في مناطق زراعة القمح في محافظة دير الزور لوحظ انتشار مرض الصدأ الاصفر الى درجة S80 على الاقماح الطرية , كما شوهدت اصابات كبيرة جداً على الاقماح القاسية وهذا دليل خطر وشراسة للمرض ومن هنا يجب تحديد وتعريف السلالات المنتشرة في المنطقة, كما يجب القيام برش المبيدات الفطرية الجهازية المتوفرة في الاسواق المحلية لتقليل وتحجيم الاصابة
-تشكيل لجان مشتركة بين كافة الفعاليات في محافظة دير الزور (جامعة الفرات, مديرية الزراعة ,مركز البحوث الزراعية ..)لمتابعة الحقول والوقوف على شدة الاصابة بالمرض ودرجة انتشاره والتواصل مع الوزارات المعنية
-القيام بالمسوح الحقلية الدورية لرصد التطورات التي تطرأ على السلالات الفيزيولوجية .

أما في المحور الثاني تحدث الدكتور وائل هويدي من كلية الزراعة في الحسكة عن واقع الزراعة في محافظة الحسكة من حيث المساحة المزروعة ومعدل الهطولات المطرية والمصادر المائية ويعتبر القطاع بشقيه النباتي والحيواني هو الأهم في المحافظة وتمتاز بالمناخ والبيئة الملائمة لزراعة المحاصيل الاستراتيجية كالحبوب والقطن والشوندر السكري لكن هذه الثروة على أهميتها هي عرضة للتأثر بالظروف المناخية، بسبب اعتمادها بشكل رئيسي على مياه الأمطار، ويعتبر القطاع الزراعي من أكثر القطاعات الاقتصادية تأثراً بالأزمة.
أما في المحور الثالث تحدث المهندس سامي مسعود من مديرية الزراعة بديرالزور عن واقع المحاصيل في محافظة ديرالزور واستعرض واقع محصول القمح الذي يعتبر من أهم المحاصيل الاقتصادية في العالم إذ يغطي 25 % من الاحتياج العالمي للغذاء وهذا المحصول يزرع في سورية على امتداد مساحات كبيرة مروية أو بعلية ونظراً لأهمية هذا المحصول واهتمام الدولة به تم زراعته في جميع المحافظات السورية وعرج على الصعوبات التي رافقت زراعة هذا المحصول لموسم 2018 / 2019 والإصابات الحشرية التي يتعرض لها وكذلك تحدث عن محصول القطن الذي تراجعت كمية الإنتاج خلال السنوات الماضية كما انخفضت المساحات المزروعة في ديرالزور وذلك بسبب اعتماد الفلاحين على بذار مجهولة المصدر مما ساهم بانخفاض الانتاجية في وحدة المساحة الى حوالي 50%وعرج على الزراعة العضوية الذي هو نظام زراعي يهدف إلى التنمية المستدامة حيث يعتمد على استخدام المواد الطبيعية في الزراعة بدلاً من الأسمدة والمبيدات والهرمونات. كما تحدث عن تجربة الزراعة العضوية للقطن في محافظة دير الزور والتي ستطبق خلال هذا الموسم وهذا يتطلب توافر جهود المعنيين من الباحثين في جامعة الفرات ومديرية الزراعة للقيام بأبحاث مشتركة تساهم في تطوير الانتاج الزراعي افقياً وعمودياً.

أما في المحور الرابع تحدث الدكتور أحمد الفرحان من كلية الزراعة في ديرالزور عن تدني الانتاجية في المحاصيل الاستراتيجية بنسبة كبيرة تتراوح بين 30-50% والسبب هو اعتماد بذار مجهولة المصدر كما تحدث عن أهمية النقاوة الصنفية في الإنتاج وشروط ومواصفات البذور وأسباب تدهور النقاوة الصنفية ومنها الخلط الميكانيكي والتلقيح الخلطي وحدوث الطفرات والإصابة بالأمراض وقدم مجموعة من الحلول المقترحة ومنها البدء بعملية تنقية خليط التراكيب الوراثية للوصول الى الأصناف المعتمدة وإعادة إكثارها بطريقة Feistritzer (سنبلة/خط) وتحقيق شروط المنظمة الدولية لاختبارات البذور (ISTA).

وفي المحور الخامس قدم المهندس رمسيس إسماعيل من المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب استعراضاً لتسويق الحبوب والصعوبات والحلول واستعرض من خلالها دور المؤسسة في عمليات تسويق الحبوب في محافظة ديرالزور والصعوبات التي عانت منها وأكد بأنه سيتم افتتاح مركزين لتسويق الحبوب في محافظة دير الزور وهما مركز الفرات بالقرب من مدينة دير الزور لتسويق حبوب الريف الغربي وهو جاهز لاستقبال موسم الحبوب ومركز الميادين لتسويق الحبوب في الريف الشرقي .كما تم تأمين كافة مستلزمات تخزين الحبوب من أكياس خيش ورقائق وشوادر وغيرها. كما اقترح اعادة بناء صويمعات تخزين الحبوب للتقليل من فقد المحصول بسبب التخزين بالعراء بالإضافة لتعرض المخزون للحشرات والقوارض.

وفي المحور السادس تحدث الدكتور أحمد فخرو من كلية الزراعة في ديرالزور عن أمراض التفحمات على العائلة النجيلية ومنها مرض التفحم المغطى على القمح والتفحم السائب في القمح والشعير والتفحم اللوائي واستعرض أسباب هذه الأمراض ودورة حياتها على محاصيل القمح والشعير والوقاية والمكافحة. وقد نبه الباحث الدكتور الى الظروف البيئية التي سادت خلال هذا الموسم والتي شكلت بيئة خصبة لانتشار الامراض والحشرات وخاصة الامراض الفطرية ومنها التفحمات التي ستسبب الكثير من الخسائر لذا يجب اتباع الاساليب العلمية الحديثة واللجوء الى المكافحة عند وصول الاصابة الى العتبة الاقتصادية